هل تسبب حشوات الاسنان التي تحتوي على الأملغم “حشوة الفضة كما يسميها البعض او الحشوات السوداء” مخاطر وتؤدي لتسمم الزئبق ؟

في معظم الأبحاث التي اجريت حول هذا الموضوع تبين أن لا علاقة بين الحشوات هذه و

قد يهمك: فوائد زيت القرنفل للأسنان | الأثار الجانبية وطرق الاستخدام

أعراض التسمم بالزئبق.

يشير المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها “CBC” الى أن 90% من البالغين لديهم نخور في أسنانهم الدائمة بينما تنخفض هذه النسبة لتصب حتى 41 % لدى الأطفال.

يبدأ تسوس الأسنان عندما تتفاعل البكتيريا الموجودة في اللعاب والأسنان واللويحة الجرثومية” اللويحة عبارة عن مادة لزجة موجودة على اللثة وسطوح الأسنان ” مع السكريات والنشويات الموجودة في نظامنا الغذائي ربما يؤدي تسوس الأسنان غير المعالج الى خراجات والتهابات قد تؤدي الى فقدان السن تتم معالجة نخر السن بإزالته واستبداله بحشوة “حشوة أملغم أو الحشوات المركبة الملونة” حيث يعتمد اختيار مادة الحشوة على تعاون المريض وموقع السطح المنخور وعدة عوامل أخرى.

تحتوي حشوة الأملغم على الزئبق ومعادن أخرى ولأن الزئبق عرف لفترات طويلة على أنه يحتوي على مخاطر التسمم للبشر فقد تمت معالجة هذه المخاوف بأبحاث وفيرة.

معظم الأبحاث والدراسات أثبتت أن لا علاقة بين حشوة الأملغم وأعراض التسمم بالزئبق اي أنها لا تحتوي على مخاطر جدية ولا فرق في هذا الأمر بين الأطفال أو البالغين وتشير تلك الدراسات الى أن القليل من الأشخاص لديهم حساسية تجاه الزئبق هذا ولا تزال الأبحاث مستمرة حول تأثير الزئبق على بعض الفئات العمرية خاصة الأجنة وصغار السن.

مخاطر حشوة الزئبق

حقائق حول الحشوات

تحتوي حشوات الأملغم بالإضافة الى الزئبق على الفضة النحاس والقصدير يتم مزج هذه المكونات في العيادة قبل استخدامها مباشرة لتعطي مركبا صلبا وثابتا هذا النوع من الحشوات والذي يسمى بحشوات الفضة تم البدء باستخدامه منذ القرن التاسع عشر ولايزال يستخدم الى الآن في الولايات المتحدة الامريكية

قدرت الادارة الامريكية للغذاء والدواء أنه ما بين 1988-2008 تم وضع أكثر من مليار حشوة من حشوات الأملغم.

تستخدم حشوات الفضة على نطاق واسع نظراً لكونها قوية توفر سطح متين عند المضغ ومما يعطيها ميزة أخرى عند علاج الاطفال أنها تمكن للطبيب من اتمام المعالجة بسرعة بالإضافة الى كونها رخيصة الثمن.

في العقود الأخيرة أصبحت حشوات الكومبوزيت” الحشوات البيضاء أو الضوئية كما تسمى بالعامية ” متاحة بشكل كبير

تحتوي هذه الحشوات على الزجاج والكوارتز في قالب بلاستيكي لحشوات الكومبوزيت مزايا جعلت الناس يفضلونها على الأملغم وتعتبر الناحية التجميلية هي الأهم حيث تحاكي هذه الحشوات لون السن الطبيعي لذا فإنها غالبًا ما تكون الخيار الأول عند التفكير بعمل حشوة لسن من الأسنان الامامية كونها اقل وضوحا من حشوات الاملغم.

وهي مناسبة لأسطح الأسنان التي لا تعاني من الكثير من الضغط أو الاحتكاك كالأسطح الجانبية للسن او نخور تحت اللثة

وبعد هذه المقارنة البسيطة بين حشوات الأملغم وحشوات الكومبوزيت لا بد من الإشارة إلى أنه وبغض النظر عن الحشوة المستخدمة فإن الحشوة قد تفشل ولهذا الفشل أسباب عديدة نذكر لكم بعضها:

  • الضغط المستمر نتيجة عملية المضغ
  • انفصال حواف الحشوة عن السن

في كلا الحالتين المذكورتين أعلاه ستدخل البكتيريا ما بين الحشوة والسن وتعاود الكرة في احداث نخر جديد.

مخاطر حشوة الزئبق

حقائق عن الزئبق المعدني

الزئبق مادة موجودة بشكل طبيعي في الأرض والماء والهواء. معظم الناس لديهم كميات من الزئبق في أجسادهم كميات قابلة للقياس لكنها قليلة. يرتبط تناول الأسماك والمحار بارتفاع مستويات الزئبق كذلك الحال عند التعامل مع الزئبق في بيئة غير محمية مثل عمليات صهر الذهب ويمثل بخار الزئبق المنبثق من حشوات الاملغم مصدراً آخراً للزئبق في جسم الإنسان.

وللزئبق المعدني المعروف ايضا بالزئبق الفضي او الزئبق السريع تاريخ طويل من الاستخدام في التطبيقات التجارية والطبية كموازين الحرارة وأجهزة قياس الضغط وغيرها الكثير من المعدات الطبية.

على عكس الأنواع الأخرى من الزئبق فان الزئبق المعدني يعتبر غير سام إذا تم ابتلاعه حيث يمر عبر الجهاز الهضمي بدون امتصاص أو الحاق أي ضرر بالجسم. حتى ابتلاع الزئبق المعدني من تيرمومتر مكسور أو تحضير أملغم الأسنان أو إزالة حشوة الأملغم لن تتسبب في التسمم بالزئبق.

تكمن خطورة الزئبق في استنشاقه حيث أن استنشاق كميات كبيرة من بخار الزئبق قد تسبب التسمم بمجرد استنشاق بخار الزئبق ووصوله الرئتين ستصل جزيئات الزئبق إلى مجرى الدم وسيحمل الدم هذه الجزيئات إلى مختلف أعضاء الجسم لكن الخطورة تكمن بشكل خاص في وصولها إلى الدماغ والكليتين وتستطيع جزيئات الزئبق العبور من الدورة الدموية للحامل إلى الجنين عبر المشيمة وعن طريق حليب الأم الى طفلها.

على عكس التعرض لكميات قليلة من الزئبق كما في حشوات الأسنان فإن التعرض لكميات كبيرة من بخار الزئبق والناجمة عن التعرض المهني غير المحمي وأطفال المدارس الذين يتعاملون مع كميات الزئبق السائل ويحضرونها إلى منازلهم

، والأجهزة الطبية المكسورة والعلاجات الشعبية الاحتفالات الدينية أو السحرية يسبب أعراضاً تشمل على الطفح الجلدي، السعال، الحمى، صعوبة التحكم بالعضلات، تشوه الكلى وفقدان الذاكرة. في الزئبق كما المواد السامة الأخرى فإن كمية المادة الواصلة إلى الأعضاء هي ما يحدد إذا ما كان هذا الشخص سيصيبه التسمم أم لا.

كيف يتم قياس مستوى الزئبق في جسم شخص ما؟

إذا تم التعرض خلال فترة قصيرة لكميات كبيرة من بخار الزئبق فإننا نلجأ إلى تحديد مستوى الزئبق عبر فحص الدم أما عند التعرض المزمن “طويل المدى ” للزئبق فإننا نلجأ الى اختبارات البول. في الحقيقة إن إمكانية قياس مادة ما في سوائل جسم الشخص لا تشير بالضرورة إلى التسمم. الأفراد الذين لديهم حشوات أملغم (“الترميمات”) لديهم كميات قابلة للقياس من الزئبق في الدم والبول وذلك بسبب تبخر الزئبق من الحشوة واستنشاقه ثم امتصاصه في مجرى الدم بالإضافة إلى ذلك فإنه يتم إطلاق كميات صغيرة من بخار الزئبق عند المضغ وعند احتكاك الأسنان 

تتفق الأدلة العلمية بشكل كامل على أن الكميات الصغيرة جدًا من الزئبق التي يتم إطلاقها وامتصاصها بهذه الطريقة لا تشكل خطرًا على صحة الإنسان.

الإجماع العلمي حول الأملغم والزئبق

قررت الهيئات الوطنية والدولية أن استخدام أملغم الأسنان المحتوي على الزئبق آمن.

صرحت منظمة الصحة العالمية بأن “ترميمات الأملغم السني تعتبر آمنة على الرغم من ردود الفعل التحسسية المحلية أو الآثار الجانبية.

وذكر مجلس جمعية طب الأسنان الأمريكية للشؤون العلمية أن “الأدلة العلمية تدعم الموقف القائل بأن الأملغم خيار قيم وقابل للتطبيق وآمن لمرضى الأسنان وتم دعم هذا التقييم من خلال مراجعة الأدبيات التي ذكرت أن “الدراسات مستمرة في دعم الموقف القائل بأن ملغم الأسنان هو خيار ترميم آمن للأطفال والبالغين.